مجتمع

الحمام التقليدي المغربي: أحد أعظم كنوز المغرب التاريخي

معلوم أن المغرب يعد من الدول الأكثر انخراطا في الحفاظ على تراثه الوطني والعالمي، حيث يحسب على الموقعين على اتفاقية 1975. وبعد عشرين سنة على ذلك، أي خلال 1995، انتُخب عضواً في لجنة التراث العالمي، وأصبح عضواً بمكتب التراث العالمي سنة 1996.

وهكذا يعد التراث المغربي إرثا لكل الأجيال السابقة في شتى المجالات الفكرية والأدبية والتاريخية والأثرية والمعمارية، دون إغفال مجالي الفنون التقليدية والطبخ.

لذلك، نخصص من بين موادنا المختلفة، نشر حلقات تتطرق إلى كل أنواع التراث المغربي، ونتوقف اليوم لنشر حلقتنا الأولى حول موضوع الحمام التقليدي العمومي المغربي، حيث ارتأينا أن ننشر الموضوع باختصار شديد:

يعود أصول الحمام التقليدي المغربي، إلى القرنين الأول والثاني، حيث بعد ذلك ، أصبح التردد على الحمامات العامة في شمال أفريقيا إلى شبه الجزيرة الأيبيرية من قبل المغاربة، الذين قاموا بتشييد حمامات تقليدية تحتوي على غرف ساخنة وغرف بخار تسمى باللغة العامية بغرفة “البرمة”.

وهو تراث يتعلق بالموروث المعماري، له جذور ضاربة في عمق التاريخ، حيث قال في شأنه، الكاتب الأمريكي سكوت بورطات في مقالة: “إنّه قبل قرابة قرن من الزمن كان أحد أعظم كنوز المغرب التاريخية يفي بغرض هام، فهو كان يمثل الأساس لبيت حجري لأحد المواطنين، ليس إلا، والآن بعد أن اختفى ذلك المنزل منذ زمن بعيد، اكتشف علماء الآثار أنه كان مشيداً فوق حمام فريد من نوعه يسلط الأضواء على تاريخ المغرب الزاخر…”، بل زاد وأكد أن أقدم حمام تقليدي في تاريخ العالم الإسلامي، شيد بمدينة أغمات الواقعة في بلاد سوس نواحي مراكش جنوب المغرب.

ومع مرور الأيام والسنين، لم تعد هذه الحمامات مكانًا خاصا بإزالة الجلد الميت والتنظيف فحسب، بل صارت مكانا مهمًا للتجمع الاجتماعي لكل من الرجال والنساء، بل أيضًا كمكان للتواصل الاجتماعي وممارسة الأعمال. واستمرت ممارسة تقليد الحمام المغربي في المغرب وأجزاء أخرى من شمال أفريقيا، ويظل جزءا هاما من التراث الثقافي للمنطقة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نحن بامس الحاجة لمثل هذه المواضيع حتى يعلم القاصي و الداني وحتى نحن كمغاربة ان ما للمغرب فهو له لا نتشارك به مع اي احد و لن نفعل مستقبلا استمروا وعلى اوسع نطاق تاريخ وعراقة وتقاليد وامجاد وثرات المغرب العزيز على قلوبنا كعزة ملكنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى