مجتمع

القرب الإداري ليس بناية وإنما هو خدمة مصالح المواطنين

تقريب الإدارة من المواطنين مفهوم تداولناه بكثرة في تعليقاتنا وأحاديثنا خلال العديد من المناسبات، لكنه وحده لا يكفي.بل إن المهم هو تقريب خدمات هذه الإدارة من المواطن.
تنتصب بناية الإدارة أمامك شامخة، فتحمد الله على وجودها بقربك وتظن أن مبتغاك منها قد تحقق، لكن ما إن تلج أبوابها حتى تبدأ متاعبك مع من بداخلها، خصوصا إذا كتب لك أن تمر عن طريق المصادفة السيئة بكاتبة منشغلة بالمكالمات الهاتفية الشخصية أو أن تواجه مسؤولا لا هم له سوى حل الكلمات المتقاطعة في الجرائد أو تفرض عليك الأقدار المرور من مكتب مدير ديوان “عاجبو راسو”، مهمته تنحصر في شاوش ممتاز بارع في الثرثرة والمراوغات وإدخال وإخراج الملفات وتحديد المواعيد المسموح بها فقط.
نقول هذا ونؤكد أن المصلحة الأولى التي يصادفها المواطن أو المستثمر في دهاليز بناية هذه العمالة أو تلك تتعلق بمكتب الضبط. ولعل هذا الأخير بغالبية العمالات نفسه في حاجة إلى من يضبط عمله.
إذ كيف يعقل أن يتوجه المواطن أو المستثمر إلى العمالة متأبطا ملفا مرفوعا إلى المسؤولين معولا على وضعه في مكتب الضبط والحصول على خاتم الإيداع أو التوصل، ليفاجأ برفض تسليمه وصلا أو وضع خاتم العمالة بدعوى تطبيق التعليمات، وأي انطباع سيعود به صاحب الملف المستثمر الأجنبي أو المغربي إزاء هذه الحالة الشاذة.
إنها وضعية لا يمكن تفسيرها سوى بعقم الخدمات الإدارية الصحيحة وتتنافى وكل الخطابات والشعارات المرفوعة لتشجيع الاستثمار وتخليق الحياة الإدارية.
محمد الفضالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى